بقلم / خالد الترامسي
وللأسف قتل لا أقول مات كثير من المصريين فى عرض البحر غرقى ، كانوا يأملون فى حياة كلها رغد ، ولكنهم ماتوا ميتة كلنا لا يتمنى أن تحدث له ، ماتوا غرقى ، طفت أجسادهم فوق المياه المجاورة لوطنهم الذى نبذهم وجعلهم يحلمون بالهرب منه ، مع عدم إيمانى وتسليمى بما حدث ، إلا أننى أضع نفسى فى ظروفهم ، إنهم عقدوا مقارنة ما بين الوطن والدولة التى خلف بحرهم ، لقد وجدوا فروقا شاسعة بينهما ، بين المعقول واللامعقول ، بين الضبابية والوضوح ، بين الظلم الإجتماعى والعدالة الإجتماعية ، بين حياة البؤس والشقاء وبين حياة كلها رغد وهناء وسعادة .
أقولها لكم بكل وضوح إنهم عقدوا مقارنة بين دولة تدافع عن مواطنيها وكأنهم رؤساء لدولهم ، وها هى قصة ريجينى الشاب الإيطالى كيف تعاملوا مع قضيته ، لقد إستماتوا فيها وقلبوا الدنيا رأسا على عقب ، من أجل التوصل إلى الحقيقة ومعرفة الجناة مرتكبى هذا الحادث ، ترى أى دولة هذه وما نحن إلى كأصفار على يسار الدنيا .
مات الشباب ، ماتت الأم غريقة ومعها ثلاثة أطفال ، ربما ماتوا لأنهم ولدوا لهذين الوالدين التعيسين ، مات الصبية ، هربوا من موت الجوع ، إلى موت الغرق ، حلموا ولكنه حلم كان كالسراب ، ربما كان الواحد فيهم يحلم بأن يكون” النمر الأسود ” القصة التى جسدها الراحل الفنان ” أحمد زكى ” ولكنهم ماتوا .
ماتوا فمات ذويهم كمدا عليهم ولربما دعوا الله أن كان الله يمنع عنهم الولد ، ولكنها إرادة الله ، فهل نأخذ بالأسباب فنتعلم ، أيها العابثون بمقدرات هذا البلد ، يا من تجلسون فى الأماكن الموثرة بأفخم الأثاث والطراز المعمارى ، يا من تركبون أفخم السيارات ، هل فكرتم فى حلول للبؤساء من مواطنيكم ، أم غلب عليكم طابع الأنانية وحب الذات ، وبعدتم عما أوكل لكم من مهام حقيقية ، فضيعتم البلاد والعباد .
إن هذا الحادث وصمة عار فى تاريخ مصر ، ولن يترك التاريخ من عبث ، لن يترك التاريخ من قصر ، لن يترك التاريخ من لم يرحم ، إننا أمام مشاهد تدمى لها العيون ، ولكن هل من متأثر من السادة المسؤولين ، والله ذكرتنى تلك المشاهد ، وعذرا بمشهد أخر كان وقتها قمة فى السخرية ، وهو موقف سطرت له إحد مقالاتى ، وهو عن قيام السيد محافظ سوهاج بعمل تجربة محاكاة فى حالة حدوث إنفجار بها لا قدر الله
أدعوكم إلى العودة إليه ، وقتها قام بتحريك كل الأجهزة المعنية بالمحافظة من سيارات إسعاف ، ودفاع مدنى ” مطافى ومفرقعات ” وهيئة مياه الشرب والصرف ، المحافظة كلها ، ساعتها سخرت من الموقف ، وقولت ساعتها ، لما الأزمة تحدث على أرض الواقع بتبقى المحافظة فى حالة ” حيص بيص “
تماما كما هو حادث فى قيام محافظة كفر الشيخ والبحيرة حيص بيص بيغطوا الجثث بألواح ثلج ، غطينى يا عيشة وألطمى ، ألواح تلج يا أولاد الهب،،،،،،،ة ، ينفع كدة ، طيب الناس دى لو فى أوربا كان هيتم التعامل معاهم بالوضع ده ، أه عشان كده كانوا بيهربوا على أوربا .